Saturday, February 3, 2007

العولمة فى غياب المضمون

العولمة فى غياب المضمون

تذكرت الجملة التى اصبحت علامة لاظهار الجهل

هذا هو بالظبط ما شعرت به بعد زيارتى لمعرض الكتاب. كانت رحلة مفيدة وتستحق التكرار ولكن المرة القادمة على مسئوليتى الشخصية.

قبل الذهاب لمعرض الكتاب كانت لدى بعض المعلومات التى جعلتنى اتوقع رحلة ذهنية عقلية ثقافية .......... خالصة

المعلومات هى: معرض القاهرة الدولى للكتاب – المعرض رقم 39 (يعنى حاجة عريقة بقى) - أرض المعارض (يعنى حى بحاله ) – ايطاليا ضيف شرف المهرجان (يعنى كلام كبير) – الرئيس بنفسه يفتتح المعرض كل سنة (حاجة مهمة يعنى) – كل سنة بواقى معرض الكتاب تعرض فى المحافظات (يعنى باقى معرض الكتاب يكفى يعمل مينى معارض كتاب) – الندوات بمعرض الكتاب يتحدث فيها ضيوف من مصر ودول اخرى (بتبقى اسماء كبيرة جدا)

النتيجة: معرض الكتاب هو اهم حدث ثقافى فى مصر

التوقع: تجربة ساحرة ستعلم فى النفس والوجدان حيث ينابيع المعرفة والعلم مجتمعة فى مكان واحد (الكلام الكبير ده)

ماحدث:

بدءا من رمسيس كل شىء مهيأ لتحصل على (مقلب) كبييييييييييييير

فى رمسيس سواقين الميكروباصات ينادون "المعرض". اى اجنبى سيرى هذا المشهد يعتقد ان حتما معرض الكتاب هو حى مهم من ضمن الاحياء التى يتواجد بها المصريين او ان المعرض هو فرصة جميلة ينتظرها كل المصريين ولهذا خصصت لها عربات ميكروباصات.

كما ان كلمة "المعرض" المعرفة تعنى انه لا يوجد اى معرض اخر غيره اى ان الناس اعتبرت ان المعرض الوحيد الذى يستحق لقب معرض هو معرض الكتاب.

بعد ان تصل للمعرض ستجد امام البوابة طابور طويل حلزونى يلتف فى دوائر. ولاول مرة فى حياتى ارى طابور "شبه منتظم" فى مصر فدائما الطابور هو شىء زحمة غير منتظم يضرب فيها الناس بعضا حتى يصلوا للشباك اولا. ولكن هذا الطابور كان شبه منتظم وهذا ساهم مع ماسبق فى ان تكون تطلعاتى هائلة. فبادىء ذى بدء هناك طابور امام البوابة وعلاوة على وجود الطابور .. فالطابور يتحرك بسرعة ايضا (انا عمرى ماشفت طابور بيمشى بانتظام وسرعة كده – طبعا هى دى الناس بتاعة الثقافة اللى جايين يقروا لازم يكونوا بيتصرفوا بالرقى ده) ما اسعدنى ايضا انى رايت آسيويين واقفين فى الطابور ومعهم حقيبة سفر خالية اعتقد انهم كانوا ينوون ملئها بالكتب، رايت ايضا اسر كاملة اب وام وابناء واحسست بالسعادة لهذ المنظر فبداية النهضة للمجتمع تبدأ بنهضة الأسرة كوحدة من المجتمع

كلما اقتربنا من الباب زاد عدم الانتظام والهرجلة (بس برضه احسن من غيره)

اول ما دخلت ارض المعارض قابلنى لوحات كبيرة مختلفة ارشادية لأرض المعارض (وطبعا بسطنى جدا لانى فعلا اول حاجة بحب اشوفها فى امكان جديد خريطته – زى كل الناس اللى بتفكر يعنى – طبعا الترتيب والنظام ده مش حيبقى فى حتة تانية لاننا هنا فى معرض الكتاب هو ده المكان اللى حيبقى فيه كل حاجة تهوس)





بعد الخرائط هناك تمثال فرعونى فى وسط حديقة لم استطع قراءة او معرفة اى بيانات عنه واعتقد انه تمثال كبير من بقايا المتحف لم يجدوا مكان له (يعنى مش كان الافضل يحطوا تمثال الكاتب المصرى بدل التمثال المكسور المجهول ده بس مش مهم المهم المعنى: عراقة وحضارة الفراعنة اللى اسسها كان العلم هى المثل اللى بيحتذى بيه المعرض دلوقتى)

وهكذا من شىء لأخر يوهمنى بعظمة ما سأراه حتى كنت وصلت لمرحلة سعادة غير عادية (كأنى فزت بجايزة نوبل مثلا ما انا فى معرض الكتاب بقى !! )

اول ما قابلنى اكشاك فى العرض المفتوح لم يكن هناك اقبال شديد (قلت يا واد طنش خالص – اكيد الناس جوة فى القاعات علشان الحر (مع اننا فى فبراير) ما علينا) لكن الناس كانت على الارصفة اكثر مما بداخل الأكشاك






كتب نجيب محفوظ واولاد حارتنا خصيصا تخطف من على الارفف وكذلك قصة شيكاجو لعلاء الاسوانى (الراجل ده ماعندوش عيب او حرام عامل زى افلام الابيض والاسود طالما الرقاصة امها محتاجة الدوا واخوتها عايزين يجوزوا فمنطقى جدا انها تعمل اللى هى عايزاه لانها مش وحشة اصلا لكن الظروف الصعبة هى السبب) لم اشترى القصة رغم الاقبال الشديد عليها لرفضى منطق الكاتب فى تبرير الافعال.

لاحظت وجود اكشاك كثيرة لدور نشر دينية -مسيحية ومسلمة – ووجدت الناس هناك اكثر. وهذا شىء لا افهمه او استسيغه فالكتب الدينية موجودة طول السنة – الاسلامية على الارصفة والمسيحية فى مكتبات الكنائس – فما الداعى للتزاحم عليها اذا كانت موجودة اصلا بينما الكتب المتخصصة مثلا يصعب بل يندر الحصول عليها ورغم ذلك مهجورة فى معرض الكتاب.

الاهم ان الناس على الارصفة امام الاكشاك ولا تدخلها (انا قلت اكيد الناس جوة فى القاعات المحترمة ولا هما جايين يقعدوا على الرصيف ولا ايه؟)

انتقلت بين السرايات المختلفة ووجدت نفس الملحوظة: فدور النشر الدينية هى التى حصلت على اكبر عدد من الزوار يليها بعض الدور الصحفية المشهورة كالأهرام والأخبار اما الكتب المتخصصة او الاجنبية فلايوجد من يدخلها اصلا (بعد مرحلة الذهول من العرض المفتوح وفراغه حصل اللى لا كان على البال ولا على الخاطر لقيت راجل معدى فى السراى بيقول حاجة سقعة بيبس)

هل من الممكن ان يكون هذا !!!!!!!!!!!!! حاجة سقعة بيبس بين الموسوعات ودور النشر والمعارف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

احساسى ببساطة فى هذه اللحظة هو احساس بالتدنيس فهذا الرجل قد دنس قداسة العلم. قد يكون هذا الاحساس مبالغ فيه ولكن هذا ما شعرت به عندما رايته مثل الباعة الجائلين بالقطارات وهو يسير بين الناس ألا يكفى انه هناك محلات لبيع الأكل خارج السرايات. انا استطيع ان اتفهم الحاجة لوجود مقهى لبيع المشروبات او حتى الساندوتشات السريعة ولكن لا استطيع ان اتفهم الداعى من وجود محلات كبيرة لبيع الطعام او وجود من يسير وسط المعرض ليبيع حاجة سقعة بيبس.

بعد رؤية عدد من السرايات ادركت ان الناس فعلا (جم يقعدوا على الرصيف وياكلوا) !!!!!!!!!!





خرجت من السرايات لأجد امامى صف كبير من اكشاك دور النشر المهمة والعريقة ولكن الناس امامها على الرصيف اضعاف من بداخلها يشترى الكتب كما ان من يجلس على الرصيف ياكل او يشرب وكأنها نزهة.

اخر فجيعة رأيتها فى المعرض هى ما رأيته بدار أخبار اليوم لقد اعتقدت خطا اننا دخلنا محل ملابس فى الاوكازيون







لقد القوا ببعض الكتب على الارض ووضعوا لها سعر موحد وعلى من يريد الشراء عليه ان يقلب فى البضاعة ليجد ما يعجبه. وعلى طاولة وضعوا مجموعة اخرى ايضا

الحقيقة لقد كانت تلك الصورة القشة التى قصمت ظهر البعير وقررت بعدها ان اخرج من المعرض

بعد ان اخذت اكبر مقلب فى المعرض.

ملاحظات:

لم اجد اى شىء يدل على ايطاليا كضيف شرف المعرض سوى عرض لمجموعة كتب باللغة الايطالية فى احدى القاعات

عدة دور نشر اجروا اكثر من مكان فى المعرض، ولهذا اعتقد ان العدد الحقيقى لدور النشر العارضة قليل

تجهيزات الاكشاك والقاعات هى ببساطة دعوة للحريق (ازاى كتب وورق وزحمة وتبقى الاكشاك معدومة التجهيزات كده - مفيش طفاية خالص، الاسلاك مكشوفة، مفيش اى استعداد للطوارىء خالص)

كانت الزيارة صباحا ولم يكن هناك اى ندوات او ماشابه

فترة المعرض قصيرة جدا

كانت كل الاعمار فى المعرض وكانت هناك اسر بكاملها ولكن هذه الاسر كان اهتمامها الاساسى دور نشر الاضواء والمعاصر

(ان شاء لله السنة اللى جاية حابقى اروح واخد معايا شمسية البحر علشان القعدة فى الشمس)

2 comments:

bo2bo2 said...

to mak ethe best out of the book fare
1- go one day early and sleep in cairo to be there @ 7 am
2- have breakfast in there
3- have a list of books you already need and who is the publisher,book fare is just a chance to buy books cheaper
4- in every place that is not Ahram-Akhbarr.... Bargain some places you can bargain up to 50% not exagurating
5- Don't stop to c a book that has a catchy title
6- go in groups and split the books list this way you can finish your list before 6
7- don't go with a budget less than a 1000 pounds so the trip including train and a day in cairo is worth it otherwise buy books in alexandria a little more expensive

Final Note Book fare is not a cultural event, it's just the biggest friday market for books in egypt

bo2bo2 said...

it's ok you did't know that my experience is from being in chirch library