Saturday, August 16, 2008

رواية عزازيل: واحد صينى بيغنى فرنساوى


عزازيل مجرد رواية وليست مخطوط حقيقى وعلى هذا فيجب التعامل معها من هذا المنطلق
منطلق انها رواية او رؤية شخص المؤلف لأحداث بعينها
ولكنها ليست سرداً تاريخياً أميناً محايداً لفترة من الفترات
مشكلة عزازيل كرواية فى منطقها
بمعنى عدم قبول صفة المتحدث وكلامه
بشكل أوضح: من غير المنطقى ان يقول راهب هذا الكلام

اذا استبدلنا شخصية الراهب بشخصية شخص عادى
يكون الكلام الذى يقوله متسق تماماً مع شخصه
اذا وقف شخص بعينين مسحوبتين ليغنى بالفرنسية
لن يجد من يصدقه او يستمتع بأدائه
سيحدث نفور بين مانراه وما نسمعه
هذا هو ما يحدث فى القصة
فالمنطق الذى يتحكم فى البطل هو منطق غير رهبانى بل غير مسيحى اصلا
يحدث نفور شديد فى لحظات عندما يذكر راهب استمتاعه بالخطية وتمنيه العودة لها
فبينما من شروط التوبة عدم ذكر الخطية مرة اخرى وعدم الدخول فى تفاصيلها حتى اثناء ممارسة طقس سر الاعتراف يقوم الراهب بذكر التفاصيل الدقيقة لما فعله مع اللواتى احبهن
هذا هو التضاد بين الكلام وصفة قائله
فاذا كان البطل شخص عادى يتذكر نزواته يكون الكلام متسق جدا مع صفة قائله
اما ان يقوم الراهب باستدعاء خيالات الماضى كل يوم فهو فعل غير رهبانى اساساً
ولآن المؤلف لا يدرى او يعلم بتفاصيل الحياة المسيحية وبالأخص الرهبنة
نجد هناك تفاصيل تسقط عنه
فالراهب لا يذكر انه تاب ابدا عما فعل وبالعكس يستمر فى حياته كأن شيئأ لم يكن
الراهب يختار اين يصلى فى الكنيسة او فى الصومعة؟ قد ينام وتفوته الصلاة؟ لايوجد نظام محدد للدير؟ الرهبان يعلمون لاحقاً بوجود شيئاً ما بين الراهب وامراة بجوار الدير ولا يقع عليه اى عقاب او حتى يوجه له اى لوم او تأنيب؟
وهكذا تفاصيل لا تسترعى انتباه غير المسيحى ولكن بالنسبة للمسيحى فهى واضحة ومرفوضة

اظهر المؤلف حب الراهب لنسطور وكرهه لقادة كنيسة الاسكندرية فى هذا الوقت
وهذا راى المؤلف وهو حر فيه ولكن
عندما اعرض الخلافات بين الجانبين كان يعرضهما من وجهة نظر غير مسيحية
فتفسير نسطور او آريوس لم يعرضهما بشكل صحيح
كون المؤلف غير مسيحى ظهر بوضوح فى الفاظ وافكار كثيرة
وانا لا ارى ان هذا عيب فى حد ذاته
فلا يجب ان نحصر الأدب فى طوائف وانواع (ادب مسيحين - ادب غير مسيحين) ولكن ارى ان هناك الكثير الذى كان يجب ان يتعلمه المؤلف عن المسيحية كدين وعن الرهبنة كنظام قبل ان يكتب روايته
ولهذا كان كالصينى الذى يغنى بالفرنسية

النقطة الجوهرية برأبى ان الكاتب يقول على لسان بطله انه لجأ للرهبنة ليستريح من صخب العالم
وهذا هو لب القصيد
فالرهبنة اساسها حب الله ورغبة فى الحياة مع الله فى صلاة وتعبد وليست هروب من العالم وصخبه
هذا هو المنطق الذى يغيب عن الكاتب لانه لا يعرفه
ومن هذا المنطق يكون من الطبيعى ان يفكر الراهب فى من احبهم قبلا واخطا معهن
فهو لا يفكر فى الحياة مع الله بل يفكر فى البعد عن صخب العالم
اذا كانت الرهبنة هروب من العالم وصخبه فلم تكن لتستمر كثيرا بقوانينها الصعبة
فيكفى ان يقوم كل فرد يريد ان يبتعد عن العالم بالعيش على اطراف المدن ليستريح من الصخب والمشاكل
ولكن الرهبنة ليست محاولة للحياة الهانئة الهادئة بل هى حياة مع الله لها متاعبها ومصاعبها التى يتحملها الرهبان راضيون

1 comment:

Anonymous said...

Very nice article.. and thanks for giving us the permission to use it on this page:

http://st-takla.org/FAQ-Questions-VS-Answers/03-Questions-Related-to-Theology-and-Dogma__Al-Lahoot-Wal-3akeeda/076-Azazil-Youssef-Zidan-Fake-Story-Book-Scapegoat.html

Mike